إشكاليات الفكر العربي المعاصر؟؟
بقلم - علي العربي/ تونس
ان الفكر العربي المعاصر رغم دخوله عالم ممارسة اللعبة السلطوية ، وإصراره على مواجهة التحديات الراهنة الا انه في جوهره مازال يفتقر إلى رؤية منهجية واضحة وأسس فكرية حضارية و اجتماعية من شأنها أن تضمن نقلة نوعية في سلوكيات وممارسات المجتمعات العربية وهذا الإخفاق يعزى إلى عدة مسببات ذات الأبعاد الايديولوجية والمذهبية التي جعلت من المفكرين قيد رهان النمطية والتقليد رغم محاولاتهم في الاقتباس من التجارب الغربية التي راهنت على أفكار متحررة ساهمت اسهاما مطلقا في اعادة تشكيل النسيج المجتمعي وفق مناهج دقيقة وواضحة كان لها عميق الأثر في التحولات الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية مما جعلها رائدة في النهوض بمسار الانسانية في تجلياتها المختلفة ..
ان هذه النزعة الكامنة في وجداننا البشري قوامها التحرر والخروج من دائرة " الانا" المتعالية وتغليب فكر مجتمعي شامل و جامع يفتقر لها جزء كبير من مفكرينا العرب الذين خيروا التبعية المشبوهة والاصطفاف في مدار الأحزاب السياسية من أجل تحصيل منافع و مصالح شخصية الشيئ الذي أثر عن مكانتهم الاعتبارية باعتبارهم ضمانة أساسية تضمن التأثير الايجابي في مجريات الأحداث والتحولات التي يشهدها عالمنا المعاصر ..
فلا يمكن التخفيف من آثار هذه الأزمة الفكرية الراهنة الا في ظل معالجة شاملة ترفع من مستوى الوعي المجتمعي عبر فتح قنوات حوار جدي إضافة على وقف كل أشكال المناكفات و الصراعات التي أثرت على المناخات الفكرية غابت معها اسس التخطيط والإدارة القائمة على عقل منفتح قادر على استيعاب الرسالة المحيطة به يعيد له أمجاده و يحفظ له الاستقرار والموازنة بعيدا عن كل أشكال المزاجية والتقلب!!؟