صوت النيل صوت النيل
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

دنيا ودين ومع نبى الله يوسف "الجزء السادس"

 دنيا ودين ومع نبى الله يوسف "الجزء السادس"

دنيا ودين ومع نبى الله يوسف "الجزء السادس"



إعداد / محمـــد الدكـــرورى


ونكمل الجزء السادس مع نبى الله الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم وهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم جميعا وعلى نبينا محمد الصلاة والسلام، وقد امتلأت قصة نبى الله يوسف عليه السلام بالعبر والمعاني التي ترفع من المستوى الإيمانى والأخلاقى والسلوكى للمؤمن، وقد ارتكزت هذه القصة على ثلاث محاور أساسية، وهي الثقة بتدبير الله، والصبر على المصيبة، وترك اليأس، فيتوكل العبد على الله سبحانه وتعالى ويعلم أن كل ما يحصل له فيه حكمة قد يعلمها وقد تخفى عنه، وهو في ذلك كله صابر محتسب متوكل على الله سبحانه وتعالى ومستسلم لقضائه وقدره، وهو لا ييأس من تنزل رحمة الله تعالى عليه، فيُبقي اتصاله بالله تعالى ودعاءه له حاضرا، كما يشكر الله تعالى دائما، ويرجع الفضل له أولا وآخرا، وتعد سورة يوسف السورة الثالثة من حيث نزولها بعد سورة الإسراء، وهي مكية نزلت بعد، أما المرتبة التي تحتلها من حيث ترتيب النزول، فهي الثالثة والخمسون، وعدد آياتها هو مئة وإحدى عشرة آية، وقد نزلت في وقت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاني فيه من الحزن والألم بسبب موت عمه أبي طالب وزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، وإن هذه السورة كغيرها من السور التي تحتوي على القصص القرآني. 


الذي يعد طريقة بيان للأسلوب الدعوى الذي اتبعه الأنبياء عليهم السلام، وكما تعد مصدرا إلهيا لمعرفة أنبيائه عليهم السلام وقصصهم، وبهذه المعرفة تستقيم حال العبد، وتصح هدايته وإيمانه، لأنه يتبع الأنبياء عليهم السلام، ويقتدي بهم عند معرفته لحقيقة ما حصل معهم، وقد ذكر الطبري في تفسيره رواية تتحدث عن زواج نبى الله يوسف عليه السلام من راعيل أو زليخة امرأة العزيز، حيث روي إن الملك وكان اسمه الريان بن الوليد، قد عزل إطمير وهو العزيز من منصبه، ووضع يوسف مكانه، وحينما توفي إطمير زوج الملك امرأته زليخة إلى يوسف عليه السلام، وعندما دخلت على يوسف قال لها، أليس ذلك خير مما كنت تريدين، فتعذرت له بأنها كانت ذات مال وجمال، وأن زوجها كان لا يأتي النساء، فغلبتها نفسها على ذلك، وقيل إنها ولدت ليوسف عليه السلام أبناءه إفرائيم وميشا، وعلى الرغم من أنه لم يرد نص في كتاب الله أو سنة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يثبت زواج النبي يوسف عليه السلام من راعيل امرأة العزيز إلا أنه يستفاد من قصة الزواج هذه إن صحت أنَه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فقد ترك يوسف عليه السلام امرأة العزيز وفضَّل المكوث في السجن على الاستجابة لرغبات النفس.


فعوضه الله تعالى أن مكنه في الأرض، وأتته زوج العزيز في نهاية المطاف راغمة راغبة في الزواج الحلال، ولم يكن إخوة سيدنا يوسف يحبونه بسبب حب أبيه له وتفضيله عليهم جميعا، وفي يوم من الأيام اتفق الأخوة على عمل مكيدة للتخلص من نبى الله يوسف عليه السلام، فأخذوه معهم لقضاء بعض الوقت، وقاموا برميه في بئر، وعند عودتهم إلى أبيهم قالوا له، بأنهم تركوا يوسف عليه السلام وذهبوا لمكان ما، وعند عودتهم وجدوا الذئب قد أكله، ومرّت قافلة تنقل فيها عزيز مصر وزوجته، وعند رؤيتهم يوسف عليه السلام في البئر، طلبت زوجة العزيز أن تأخذ يوسف عليه السلام معها لعله ينفعهما في حياتهما، فوافق عزيز مصر فأخذوه للعيش معهم، ومع مرور الأيام أعجبت زوجة العزيز بجمال يوسف عليه السلام، الذي يمثل نصف جمال الكون، وقامت بعدة محاولات لإغرائه ودفعه لفعل الفاحشة، إلا أنه استعصم وامتنع عن فعل أي فاحشة، وقامت باتهامه بأنه حاول الاعتداء عليها، فقام عزيز مصر بالحكم عليه بالسجن، وتم سجنه لمدة طويلة، فقام بتفسير منام لعزيز مصر، قد أدى تفسيره إلى حماية مصر من الهلاك لسنين بسبب القحط، فقام عزيز مصر بإخراجه من السجن، وقام بتسليمه مناصب مهمة وعالية في مصر.

 


لما كان يتمتع به من صدق، وأمانة، وحكمة، وتزوج يوسف عليه السلام ورزق بالأبناء، وبعد موت عزيز مصر تزوج يوسف عليه السلام من زوجته زليخة بعد طول انتظار شاءت الأقدار واجتمع يوسف عليه السلام مع أبيه نبى الله يعقوب عليه السلام الذي أصابته الكثير من الأمراض، فقد فقد البصر بسبب فقدانه ابنه يوسف عليه السلام، واعترف إخوته بما فعلوه به وطلبوا من نبى الله يعقوب القيام بالاستغفار وطلب الرحمة من الله سبحانه وتعالى لهم، وبعد ما استقر وضع يوسف عليه السلام وأصبح عزيز مصر، ورؤيته لأبيه نبى الله يعقوب عليه السلام وإخوته، فقد طلب من الله عز وجل أن يقبض روحه ويتوفاه ويجمعه مع النبيين والصديقين في جنات النعيم، وأن ينتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة التي فيها الحياة الدائمة، ويذكر أنه لم يطلب نبي من الله أن يتوفاه قبل نبى الله يوسف عليه السلام، وبعد موته تم دفنه في مصر، ويروي سفر التكوين كيف كان يوسف الابن الحادي عشر من أبناء يعقوب الاثنى عشر، وبكر السيدة راحيل، وقد ألقى أخوة يوسف الغيورون إياه في بئر لكنه صار بعد ذلك أكثر الرجال نفوذا في مصر إلى جانب ملك مصر، والجدير بالذكر أن يوسف عليه السلام جاء مصر قبل غزو الهكسوس لمصر السفلى. 


لذلك أطلق على حاكم مصر في عهد يوسف بالملك بينما أطلق على حاكم مصر في عهد موسى، فرعون وهو لقب الحاكم المصري، وعندما حلَت المجاعة على البلاد، جلب يوسف عليه السلام بني إسرائيل إلى مصر حيث استقروا في أرض جوشين، وقد خُصصت سورة كاملة فى القرآن الكريم لسرد قصته، وهي الحالة الوحيدة في القرآن الكريم التي تخصص فيها سورة كاملة لسرد قصة نبي، وتوصف هذه السورة بأنها أفضل القصص، وتذكر القصة أن يوسف كان أقرب الأبناء إلى يعقوب أبوه ومن أجمل البشر ونتيجة لغيرة إخوته منه فقد رموه في بئر وعادوا إلى أبيهم واتهموا الذئب بأنه أكل يوسف وعندما مرت قافلة أتى إلى البئر من يجلب لهم الماء فوجدوا يوسف فاحتفظوا به كعبد وباعوه فيما بعد ليصل إلى عزيز مصر والذي كان بدون أولاد فأخذوه هو وامرأته واعتنوا به ونتيجة لجماله وجاذبيته اغرمت به امرأة عزيز مصر وحاولت إغوائه فرفض وأثناء هروبه انقطع قميصه وكان وقت عودة العزيز إلى مخدعه ليجد هذه الصورة فاتهمت زليخا امرأة العزيز يوسف بمحاولة اغوائها ولكن شهادة أحد أقربائها برأت يوسف وانتشر خبر هذا الحادث بين نساء المدينة فأرادت زليخا أن توضح لهن جمال يوسف فدعتهن إلى عزيمة. 


وتعمدت إعطاء كل مدعوة سكين لتقطيع الفواكه وأمرت يوسف بالدخول عليهن وعندما وقع بصرهن على يوسف صعقن بجماله وقطعن أيديهم بدون أن يشعرن، وقد ورد عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال "أوتي يوسف شطر الحسن" وأن هناك اختلاف واحد واضح بين رواية القرآن ورواية الكتاب المقدس، ففي القرآن لم يحدد اسم الملك بينما ذكر الفرعون في الكتاب المقدس، وللقصة نفس الأحداث العامة كما سردها الكتاب المقدس، لكن مع اختلافات محددة، ففي القرآن، طلب الأخوة من يعقوب أن يدع يوسف يذهب معهم، والحفرة التي ألقى فيها يوسف كانت بئرا، واتخذت القافلة المارة يوسف عبدا، وأما في الكتاب المقدس، يكشف يوسف عليه السلام عن هويته لإخوته قبل عودتهم لأبيهم في المرة الثانية عقب شراء الحبوب، وينطبق الشيء نفسه في الرواية الإسلامية، لكنهم يُجبرون على العودة إلى يعقوب دون بنيامين، ويبكي الأب الأعمى، ويظل هكذا إلى أن يعود الأبناء من مصر، والبشير الذي جلب معه ملابس يوسف عليه السلام التي عالجت عينيه بمجرد أن وضعها على وجهه، وكما يذكر التفسير أيضا أن زليخة، زوجة بوتيفار التي حاولت إغواء يوسف عندما كان خادما في منزلها، قد تزوجته لاحقا 


ولكن قيل أنه لا يوجد دليل على ذلك في القرآن الكريم أو السنة، وعندما علا شأنه ليصبح حاكم مصر، وقد وُصف حبهما بالشديد والعميق في الأدب والقصائد الشرقية، ويُحتفل بذكرى يوسف عليه السلام كواحد من الأجداد المقدسين في تقويم القديسين في الكنيسة الأرمنية الرسولية فى اليوم السادس والعشرين من شهر يوليو، وفي الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الكاثوليكية الشرقية التي تتبع المذهب البيزنطي، يُعرف باسم يوسف ذو الجمال الآسر، وهو إشارة ليس فقط إلى مظهره الخارجي، لكن الأهم من ذلك جمال حياته الروحية، وهم أيضا يحيون ذكراه يوم أحد الأجداد المقدسين وهو قبل أسبوعين من عيد الميلاد، ويوم الاثنين المقدس العظيم وهو إثنين الأسبوع المقدس، وفي الأيقونات، يصور يوسف عليه السلام أحيانا مرتديا النميس، وهو غطاء رأس الوزير المصري قديما، وكما تحيي الكنيسة اللوثرية عقب مجمع ميزوري الكنسي ذكراه في الواحد والثلاثين من شهر مارس، ويعتبر النبى يوسف من أهم الشخصيات من بني إسرائيل في سفر التكوين من العهد القديم، وفى التوراة ويوسف هو الابن الحادي عشر ليعقوب والابن الأول للسيدة راحيل، ولقد جاء ذكر يوسف في القرآن الكريم أيضا وهو صديق ونبي من أنبياء بني إسرائيل.



اضغط على علامة الميكروفون للاشتراك فى موقع صوت النيل لتصلك أحدث الأخبار

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة لموقع

صوت النيل

2021