حينما آن الأوان..
بقلم - منى صلاح الزمر
كان في دفء عينيك ..
آخر سفري وسنوات ترحالي...
ونسيت معك في لحظة ..
ضنى العمر في ثوان ..
خبئت لك بين ضلوعي...
أشواق و حنين ليال طوال...
درب طويل مشيته رغما عني ...
تائهة ...
أبحث عنك في كل الوجوه ..
لم يكل فيها القلب لحظة ...
ولم يعرف لليأس طريق ...
وكإني على يقين أن الأقدار ستجمعنا يوما ...
كم آتيتني في منامي ..
كلما أوجعتني الأيام ...
سنوات طوال ...
ثقيلة خطاها مرت ..
لم تترك في طريقي نوراً ...
سواك ...
و ذكريات حلوة حفرت ملامحها ..
في كتاب العمر ..
حتى ادركتُ جيدا ..
أن للسعادة ثمن غال ..
و في غمرة آلامي ..
جاءني هاتف من بعيد ..
أنك قريب ..
قريب أكثر مما تخيلت ..
وبغير ميعاد ..
جمعتنا الأقدار ..
جمعتنا ..
بعدما دفعنا من العمر الثمن غاليا ..
وآتاني صوتك ..
بكل حنين السنون التي مضت ...
بكل الشوق والحب ....
رسائل كثيرة كانت تحملها كلماتك...
لم تستطع أن تنكرها أو تخفيها ...
ساعات مرت... وكأنها ثوان ...
وتخيلت للحظة أنك نسيت ما قد كان ..
لم أكن أعرف أن لي في قلبك مكانا لم يمسسه غيري ...
وكم كانت فرحتك عندما علمت أني ..
ما زلت على العهد ...
ومرت أيام قليلة ..
لم يفارقني فيها صوتك ..
وعذوبة اسمي منك ..
وددتُ لو أحتضن العالم بأكمله ..
أحببتُ لأجلك صمتي و عزلتي ...
أحببتُ ليل شتائي الطويل وطيفك بجانبي ...
استعذبت لهيب النار ..
وتمنيتُ لو أن لي ما تمنيته طول العمر ...
حتى كتبت لنا الأقدار موعدا ..
كم كرهت عدّ الثوان ...
دقات ساعة غرفتي ..
و تقويم مكتبي ..
أرى الوجوه .. و لا أراها ...
فعيناي لا ترى سواك ...
أسمع الأصوات .. ولا أسمعها ..
فصوتك ما زال يصدح بداخلي ...
يسألونني عن سر ابتسامتي ..
عن لمعان عيوني ..
أخفيتهم خلف نظارتي ..
فلم يعد بوسعي التبرير ... أو الهروب ...
وحان اللقاء ..
تلاقت القلوب بعد طول غياب ..
واحتضنت فرحة العيون ..
كم وددنا لو تعالت صرخة الآااااه ..
بكل وجع كل تلك السنين ...
ومرت ساعة صمت ...
أبت فيها الشفاه وتمنّعت..
وهربت منها الحروف ...
كان حديث العيون بليغا ..
و رعشة تلاقي اليدين في حياء ..
و قلبين رسما بنبضهما ..
جنة ...
حدودها آخر الكون ...
و ابتسامة عذبة ..
شهدت مولد قصة عشق ..
كُتب لها الخلود ..
و حروف كلمة ..
رأت لأول مرة النور ....
بت أدرك أن الأشياء حينما تأتي متأخرة ...
تكون أجمل كثيرا من مجيئها باكرة ..
عرفت أن سر ابتسامتي .. أنت ..
و ملامحي خُلقت منك أنت ..
عرفت أن نبضي اقتسمته معك ..
و أن الأمان في عينيك أنت ..
و أن الفرحة خُلقت لي بجانبك أنت...
بت أدرك جيدا ..
أني يا سيدي عرفت الحب لأول مرة ..
فقط حينما آن الأوان ،،،،،
الاديبة منى صلاح الزمر
شبين الكوم - المنوفية - مصر